وُلد دوڤ فايغن في أوكرانيا عام 1907 لأب خياط.
اكتشفت موهبته الفنّيّة في سن مبكرة فحصل على دورس في الرسم. عندما هاجر إلى إسرائيل عام 1927 انضم إلى كيبوتس أفيكيم. في الثلاثينيّات سافر للدارسة في مدرسة الفنون الزخرفيّة في باريس. لدى عودته إلى البلاد عام 1937 انضم إلى نقابة الرسامين والنحاتين وعرض أعماله في العديد من المعارض في البلاد.
في بداية طريقه كان فنه شديد الرمزيّة ومتأثرًا في الفنون الانطباعيّة. في منتصف الأربعينيّات أصبحت أعماله أكثر تجريديّة وأكثر تقليليّة. مع انضمامه إلى مجموعة “آفاق جديدة” بدأ فايغن يمارس أسلوبًا جديدًا في النحت، يستند على الأشكال الهندسيّة. ومع ذلك، حافظ في الكثير من أعماله على تصويرات من الطبيعة؛ الحيوانات والطيور والشخصيّات البشريّة.
تذكرنا الشخوص التجريديّة في العديد من منحوتاته بالنحت الشرقي القديم (“حيوان” في تيفن”، “حيوان” في متحف تل أبيب، “إنشاء” في قاعدة سلاح الجو “بلمحيم” وغيرها). وهي تشير إلى علاقاته في مرحلة شبابه مع المجموعة الكنعانيّة في استوديو دنتيسغر.
حصل فايغن على العديد من الجوائز الهامة (جائزة ديزنغوف عام 1942 وعام 1948، جائزة سندبيرغ عام 1985 وغيرها). مثل فايغن إسرائيل في بينالي البندقية في الأعوام 1948 و 1962، وشارك في معارض جماعية هامة ونصب العديد من التماثيل في فضاءات إسرائيلية عامة.
توفى دوف فايغن عان 2000.
في الأربعينيّات كان دوڤ فايغن يعتبر جزءًا من تيار “النحت الفرنسي” المعارض لجموعة دنتسيغر الكنعانيّة، لكن بالرغم من ذلك نجد في تمثاله المنحوت من الكركار والمنصوب في حديقة التماثيل، عودة معيّنة على التراث الشرقي ما قبل الكلاسيكيّ وبروح الأفكار الكنعانيّة.
يتكون هذا التمثال من حجريّ كركار كبيرين، فوق بعضهما البعض ويشكلان تصويرًا لطوطم أو آلهة قديمة. النحت في مركز الحجرين خشن وحّر جدًا، فيه خطوط عاموديّة تنتهي بدائرة على شكل رأس إنسان. ومن جانبيه تم تصميم نقوش بارزة تبدو كأنها أشكال تجريديّة ليدين بشريتين.
بسبب البعد الكليّ للتجريد لا يمكننا التحرر من الشعور بأنّ التمثال يريد أن يبعث في المتلقي إحساسًا ساميًا، وربما شعور بالوقوف أمام آلهة قديمة.
وهي التداعيات نفسها التي تثيرها تماثيل فايغن الأخيرة، والتي تحمل هي الأخرى رغم الأسلوب التجريديّ والهندسيّ المفاهيم الرمزيّة.