وُلد موشيه شترنشوس في غاليسيا عام 1903، وكان والده تاجر حبوب ويملك مطحنة للقمح.
في سن الثالثة والعشرين حقق حلم طفولته وهاجر إلى البلاد، وتعلم في أكاديمية التصميم والفنون بتساليل. خلال دراسته كان من المقربين إلى بروفيسور بوريس شاتس، الذي أرسله في الأعوام 1930-1934 للدراسة في مدرسة الفنون الزخرفية في باريس.
كان طالبًا متفوقًا في باريس وحصل على ميداليات التقدير وشارك في معارض راقية.
بعد عودته إلى البلاد بعامين أقام هو والرسام أهرون آڤني استوديو للرسم والنحت، والذي تحول مع الوقت إلى معهد آڤني، حيث درس هناك العديد ممن أصبحوا فيما بعد من أهم الفنّانين في إسرائيل. من بين تلاميذه الفنّانة روت تسرفاتي، التي تزوج منها لاحقًا في عام 1949.
في بداية مشواره كفنّان تميّزت منحوتاته بالواقعيّة والكلاسيكيّة الجديدة تحت تأثير آريستيد مايول. فيما بعد قام بنحت تماثيل متأثرًا بالفنون الكنعانيّة والفنون البدائيّة على مختلف أنواعها، وقد يكون ذلك بتأثير التوجهات الحداثيّة التي تعرّف عليها في باريس عن طريق أعمال بيكاسو المتأثرة من الأقنعة الأفريقيّة.
منذ العام 1939 شارك شترنشوس في جميع معارض رابطة الرسامين والنحّاتين. وفي عام 1948 كان من مؤسسي جماعة “آفاق جديدة” حيث شارك في معرضها الثاني بأول تمثال تجريديّ.
في محاولة منه للانفصال عن “رومنسية الرمال والجمال”، وهو الاسم الذي أطلقه جدعون عفرات على الفن الإسرائيليّ في بداية القرن، نحت شترنشوس تمثايل صغيرة الحجم لأشخاص كالجبال ولصخور على هيئة شخوص بشريّة.
ابتعد شترنشوس عن الدعاية وفضل النظر من بيته على مجريات الفن الإسرائيليّ، كما يشير المؤرخ والباحث في مجال الفنون جدعون عفرات.
كرس شترنشوس جل جهوده للتعليم في معهد آڤني، وفقط قلة من أعماله عرضت في الأماكن العامة. رغم ذلك حظي بالتقدير الكبير باعتباره من جلب التجريديّة بدون مساومة إلى النحت الإسرائيليّ. حصل مرتين على جائزة ديزنغوف في الأعوام 1954 و 1956.
توفى شترنشوس عام 1992 في تل أبيب.
على ظهر عمود حجريّ مرتفع تم وضع حجرين بشكل أفقي، كل واحد يتجه إلى جهة مختلفة، وفوقهما حجر أصغر بكثير.
الحجران الكبيران يتجاوزان حدود العمود الذي وضعا عليه ويخلقان إحساسا بحركة عنيفة، حتى يكاد يُخيل أنهما يميلان إلى الانزلاق وفقط الحجر الصغير فوقها هو ما يمنعهما من السقوط.
قبل مباشرة العمل قام شترنشوس بوضع عشرات التخطيطات التحضيريّة وعددًا غير قليل من النماذج. ويمكن ملاحظة هذا التخطيط الدقيق في التمثال نفسه.
ثمة إحساس بوجود تلاعب حدوديّ قائم في التمثال، يتمثل في توازن الحجارة، ويخلق احساسًا بالشيء الحي الذي جرى تجميده بطريقة غامضة.
الحجارة التي تتجه إلى جهات متناقضة تبعث على الشعور بالانحراف جانبًا أو إلى الخلف، بالضبط كما كنا سوف نتخيل زوجة لوط تنظر إلى الخلف.
الإحساس بالدقة والاهتمام بكل شكل ووضعية لكل حجر وحجر، والعلاقة بينها، هي ما يضفي على التمثال ذلك البعد النبيل والأنيق.