وُلد قوسو إبلول في روسيا عام 1920، وعندما كان عمره 4 سنوات انتقل للعيش في إسرائيل.
في سن الثامنة عشرة درس النحت لمدة عام لدى يتسحاق دنتسيغر، الذي يعتبر من آباء الحركة الكنعانيّة وهو من أنصار العودة إلى الأصول الثقافيّة والفنّيّة ما قبل اليهوديّة، والتي تشكلت وشاعت في منطقة الهلال الخصيب والشرق الأدنى.
في سن التاسعة عشرة سافر إيلول للدارسة في معهد الفنون في شيكاغو ونيويورك وكاليفورنيا. عاد إلى البلاد عام 1946 وسكن في منطقة الأغوار، لكنه كان على علاقة مع مجموعة “آفاق جديدة”، التي دعت إلى استدخال الحداثة، والتجريديّة خاصة، في الفنون الإسرائيليّة.
جلب إيلول إلى البلاد التجديد والميل الشديد إلى التجريد، الذي بدأ يسيطر على الفنون الأمريكيّة خلال فترة دراسته هناك، وحصل على مكانة محترمة في الفن الإسرائيليّ، وفي عام 1951 نال جائزة ديزنغوف للنحت.
في عام 1959 مثل أيلول إسرائيل في بينالي بروكسل، وفي الأعوام 1959 و 1960 شارك في ندوات عالمية للنحت في النمسا وألمانيا ويوغوسلافيا، وهناك التقى بعض الفنّانين الذي شاركوا لاحقًا في ندوة النحت في جرن رمون.
توفى قوسو إيلول عام 1995 في تورنتو، كندا.
التمثال الثاني لقوسو إيلول، ليس بعيدًا عن “زرادشت“، يذكرنا بعمود حجريّ للطقوس القديمة.
في جزئه العلويّ حفر الفنّان شقًا عميقًا على شكل مثلث، يشبه رأس إنسان يتجه نحو المناظر الطبيعيّة، ومن كلا جانبي العمود ذي الشكل المستطيل، شقين آخرين طويلين يشكلان تصويرًا تجريديًّا لأناتوميا جسم الإنسان.
من ينظر إلى التمثال لا يمكنه تجنب التداعيات الإله أو الملك القديم الذي يتفقد أنحاء مملكته – المنظر القديم لجرن رمون.
ليس عبثًا أن يتطلع قوسو إيلول إلى استحداث الطقوس القديمة. مع ذلك، فإنّ المشاعر السامية التي يثيرها التمثال عبر تصميمه ومكانه على حافة الجرف، تحفز لدى المتلقي مشاعر عظيمة من الدهشة أمام هذا المشهد وعظمة قوى الطبيعة التي خلقته.